هل يزول الإيمان بزوال بعض أجزائه ؟

 

هذا استفسار من أحد القراء الكرام يقول :

شيخنا المبارك هل اعمال الجوارح الواجبة ركن من الايمان يزول الايمان بزوالها ؟

فأقول و بالله التوفيق :

ـ الإيمان عند أهل السنة حقيقة مركبة من الاعتقاد و القول و العمل ، و عندهم أن الإيمان يزيد و ينقص ( فهو يقبل التجزأ و التبعض ) .

و لذا فهو لا يزول بزوال بعض أجزائه .

ـ و هو عند الخوارج و المعتزلة حقيقة مركبة من الاعتقاد و القول و العمل ، و عندهم أن الإيمان شيء واحد ( فهو لا يقبل التجزأ و التبعض ) .

و لذا فهو يزول بزوال بعض أجزائه

ـ لكنه يزول عند الخوارج ، و يخلفه الكفر لأن النقيضين لا يرتفعان معًا و لا يبقيان معًا .

ـ و يزول عند المعتزلة ، و لا يخلفه الكفر لأن السلف أجمعوا على أن فاعل الكبيرة لا يكفر ، فيزول عنه وصف الإيمان و لا يقع في الكفر ، و هذا ما سموه بالمنزلة بين المنزلتين ، فارتفع عنه النقيضان معًا عندهم .

• و موضع الخطأ عندهما :

ـ أن الإيمان لا يزيد و لا ينقص .

ـ أنهم لم يتصوروا اجتماع الطاعة و المعصية ، و لا الإيمان و المعصية في الشخص الواحد .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى ( 7 / 510 ) :

"وإنما أوقع هؤلاء كلهم - يعني : المرجئة بأقسامهم - ما أوقع الخوارج والمعتزلة في ظنهم أن الإيمان لا يتبعض بل إذا ذهب بعضه ذهب كله، ومذهب أهل السنة والجماعة أنه يتبعض وأنه ينقص ولا يزول جميعه"