الحج و العمرة من الهجرة إلى وفاة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ

 

اعتمر النبي ـ صلى الله عليه و سلم ـ أربع عمر كلهن في ذي القعدة ، و حج حجة واحدة هي حجة الإسلام ، و أقام أهل الإسلام الحج بعد الهجرة إلى وفاته ـ صلى الله عليه و سلم ـ ثلاث مرات .

 

• عمراته ـ صلى الله عليه و سلم ـ :

 

قال ابن قيم الجوزية في زاد المعاد ( 2 / 86 ) :

 

(( اعتمر ـ صلى الله عليه وسلم ـ بعد الهجرة أربع عمر كلهن في ذي القعدة .

 

الأولى : عمرة الحديبية ، وهي أولاهن سنة ست ، فصده المشركون عن البيت ، فنحر البدن حيث صد بالحديبية وحلق هو وأصحابه رءوسهم ، وحلوا من إحرامهم ، ورجع من عامه إلى المدينة .

 

الثانية : عمرة القضية في العام المقبل ، دخل مكة فأقام بها ثلاثا ، ثم خرج بعد إكمال عمرته ، واختلف : هل كانت قضاء للعمرة التي صد عنها في العام الماضي ، أم عمرة مستأنفة ؟

على قولين للعلماء : وهما روايتان عن الإمام أحمد

إحداهما : أنها قضاء وهو مذهب أبي حنيفة رحمه الله .

والثانية : ليست بقضاء

وهو قول مالك رحمه الله

والذين قالوا : كانت قضاء ، احتجوا بأنها سميت عمرة القضاء ، وهذا الاسم تابع للحكم .

وقال آخرون : القضاء هنا من المقاضاة ، لأنه قاضى أهل مكة عليها ، لا أنه من قضى قضاء .

قالوا : ولهذا سميت عمرة القضية .

قالوا : والذين صدوا عن البيت ، كانوا ألفًا وأربعمائة ، وهؤلاء كلهم لم يكونوا معه في عمرة القضية ، ولو كانت قضاء لم يتخلف منهم أحد .

وهذا القول أصح ؛ لأن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ لم يأمر من كان معه بالقضاء .

 

الثالثة : عمرته التي قرنها مع حجته ، فإنه كان قارنًا لبضعة عشر دليلًا ، سنذكرها عن قريب إن شاء الله .

 

الرابعة : عمرته من الجعرانة ، لما خرج إلى حنين ، ثم رجع إلى مكة ، فاعتمر من الجعرانة داخلًا إليها .

 

ففي " الصحيحين " : عن أنس بن مالك قال : ( اعتمر رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أربع عمر ، كلهن في ذي القعدة ، إلا التي كانت مع حجته : عمرة من الحديبية أو زمن الحديبية في ذي القعدة ، وعمرة من العام المقبل في ذي القعدة ، وعمرة من الجعرانة حيث قسم غنائم حنين في ذي القعدة ، وعمرة مع حجته ) . ))

 

• و أما حجته التي حجها ـ صلى الله عليه و سلم ـ فقد كانت في العام العاشر للهجرة ، و هي المعروفة بحجة البلاغ أو حجة الوداع .

 

• و لم يحج قبلها و إن أقام أهل الإسلام الحج قبلها مرتين :

الأولى : في العام الثامن للهجرة بعد فتح مكة ، و كان أمير الحج عتاب بن أَسيد ـ رضي الله عنه ـ أمير مكة .

 

الأخرى : في العام التاسع للهجرة و كان أمير الحج أبو بكر الصديق ـ رضي الله عنه ـ.