اختلاف المكلفين ، بين العدل و البغي

 

قال ابن قيم الجوزية في الصواعق المرسلة ( 2 / 519 ) :

 

(( ووقوع الاختلاف بين الناس أمر ضروري لا بد منه ، لتفاوت إرادتهم وأفهامهم وقوى إدراكهم

و لكن المذموم بغي بعضهم على بعض وعدوانه ، و إلا فإذا كان الاختلاف على وجه لا يؤدي إلى التباين و التحزب ، و كل من المختلفين قصده طاعة الله و رسوله لم يضر ذلك الاختلاف ، فإنه أمر لا بد منه في النشأة الإنسانية .

ولكن إذا كان الأصل واحدًا و الغاية المطلوبة واحدة و الطريق المسلوكة واحدة ، لم يكد يقع اختلاف

 

وإن وقع كان اختلافًا لا يضر كما تقدم من اختلاف الصحابة ، فإن الأصل الذي بنوا عليه واحد وهو كتاب الله و سنة رسوله و القصد واحد ، وهو طاعة الله ورسوله و الطريق واحد ، و هو النظر في أدلة القرآن و السنة و تقديمها على كل قول ورأي و قياس و ذوق و سياسة . ))