عقائد السلف واحدة

 

عقائد السلف واحدة لا اختلاف فيها ، لأنها تخرج من مشكاة واحدة و عمدتها النقل ، فلم يجعلوا العقل حاكمًا على النقل ، بل هم يؤمنون أن العقل الصحيح لا يخالف و لا يضاد النقل الصريح ، فإن حدث شيء من هذا فإما أن يكون النقلُ غيرَ صحيح أو العقلُ غيرَ صريح ، و لذا فإنك لا تكاد ترى بين عقائدهم اختلافًا يذكر .

 

قال شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع فتاويه ( 5 / 256 ) :

(( اعتقاد الشافعي - رضي الله عنه - واعتقاد سلف الأمة كمالك والثوري والأوزاعي وابن المبارك وأحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه ؛ وهو اعتقاد المشايخ المقتدى بهم كالفضيل بن عياض وأبي سليمان الداراني وسهل بن عبد الله التستري وغيرهم .

فإنه ليس بين هؤلاء الأئمة وأمثالهم نزاع في أصول الدين .

وكذلك أبو حنيفة - رحمة الله عليه - فإن الاعتقاد الثابت عنه في التوحيد والقدر ونحو ذلك

موافق لاعتقاد هؤلاء واعتقاد هؤلاء هو ما كان عليه الصحابة والتابعون لهم بإحسان وهو ما نطق به الكتاب والسنة .))

• المسائل التي تناولتها مصنفات العقائد المختصرة عند السلف .

قال ابن تيمية في شرح العقيدة الأصفهانية [ ط: مكتبة الرشد – الرياض ـ الطبعة الأولى ، 1415هـ ـ تحقيق : إبراهيم سعيداي ( ص 31 ) ] :

(( ومن شأن المصنفين في العقائد المختصرة على مذهب أهل السنة والجماعة أن يذكروا ما تتميز به أهل السنة والجماعة عن الكفار والمبتدعين فيذكروا :

ـ إثبات الصفات

ـ وأن القرآن كلام الله غير مخلوق

ـ وأنه تعالى يرى في الآخرة خلافًا للجهمية من المعتزلة وغيرهم

ـ ويذكرون أن الله خالق أفعال العباد

ـ وأنه مريد لجميع الكائنات

ـ وأنه ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن خلافًا للقدرية من المعتزلة وغيرهم

ـ ويذكرون مسائل :

• الأسماء

• والأحكام

• والوعد والوعيد

• وأن المؤمن لا يكفر بمجرد الذنب

• ولا يخلد في النار خلافا للخوارج والمعتزلة

ـ ويحققون القول في الإيمان

ـ ويثبتون الوعيد لأهل الكبائر مجملًا خلافًا للمرجئة

ـ ويذكرون إمامة الخلفاء الأربعة وفضائلهم خلافا للشيعة من الرافضة وغيرهم

ـ وأما الإيمان بما اتفق عليه المسلمون من توحيد الله تعالى والإيمان برسله والإيمان باليوم الآخر فهذا لا بد منه . ))

 

 

فكن على جادة السلف الصالح ، و دع عنك بنايات الطريق ، فمن وجد النهر عذبًا فراتًا ، فتركه ليستقي من البرك ، فلا يعيبنَّ كدرًا ، و لا يشكونَّ مرضًا ، فإنما أوتي من قبل نفسه .