الألفاظ و دلالتها على معانيها
تنقسم الألفاظ بالنسبة إلى دلالته على معانيها إلى كلي و جزئي ، و إلى مترادف ، و متواطئ ، و مشترك ، و مشكك .
و هذه الأسطر لبيان هذا القسم الأخير .
• المترادف :
قال الجرجاني في التعريفات ( ص199) : (( المترادف: ما كان معناه واحدًا، و أسماؤه كثيرة) .
و مثال الترادف : السيف، و المهند، و الحسام ، فإنها واقعة على مسمى واحد .
و قد اختلف أهل العلم في وقوع الترادف فمنهم من أثبته ، و منهم من أنكره .
و قد اختار شيخ الإسلام أنه واقع في اللغة و الوحيين لكن بندرة .
و ممن أنكر وقوعه ابن فارس في كتاب الصاحبي فقد قال ـ في باب الأسماء و كيف تقع على المسميات ـ ( ص59-60) :
(( و يسمى الشيء الواحد بالأسماء المختلفة نحو: السيف، والمهند، والحسام.
والذي نقوله في هذا: إن الاسم واحد وهو السيف، وما بعده من الألقاب صفات، ومذهبنا أن كل صفة منها فمعناها غير معنى الأخرى.
وقد خالف في ذلك قوم فزعموا أنها وإن اختلفت ألفاظها فإنها ترجع إلى معنى واحد، وذلك قولنا: سيف ، و عضب، و حسام )).
• المتواطئ :
قال الجرجاني في التعريفات ( ص199) : ( المتواطئ: هو الكلي الذي يكون حصول معناه، وصدقه على أفراده الذهنية والخارجية على السوية كالإنسان والشمس؛ فإن الإنسان له أفراد في الخارج، وصدقه عليها بالسوية، والشمس لها أفراد في الذهن وصدقه عليها - أيضاً – بالسوية ) .
فالمتواطئ لفظ له معنى واحد ، لكنه يصدق على كثيرين ، مثل : الإنسان ، فإنه يصدق على : زيد ، و على ، و عمر ، و عائشة ...
و مثل : اللون ، فإنه يصدق على : الأبيض ، و الأسود ، و الأحمر ...
• المشترك :
قال السيوطي- يرحمه الله – المزهر ( 1/369 ): ( وقد حدَّه أهل الأصول بأنه اللفظ الواحد الدال على معنيين مختلفين فأكثر دلالة على السواء عند أهل تلك اللغة ) .
فالمشترك يدل على معنيين مختلفين أو أكثر دلالة على السَّواءِ، من حيث هما كذلك. و هو ينقسم إلى قسمين :
الأول : ما دل على معنيين فأكثر مع التضاد في المعنى مثل : القرء فإنه يدل على الطهر ، و الحيض ، و الفعل : راح بمعنى : ذهب ، و رجع ، و الفعل : عسعس بمعنى : اقبل ، و أدبر .
الآخر : ما دل على معنيين فأكثر مع عدم التضاد في المعنى مثل : العين ، فإنه تدل على العين الباصرة ، و عين الماء ، و الجاسوس ...
و قد يكون الاشتراك في معنى الحرف كـ ( مِنْ ) مثلاً فإنه تكون :
لابتداء الغاية في الأمكنة، والأزمنة و تأتي للتبعيض، و لبيان الجنس ، و للتعليل ...
• المشكك :
قال الجرجاني - رحمه الله - في التعريفات ( ص216 ):
(هو الكلي الذي لم يتساوَ صدقه على جميع أفراده، بل كان حصوله في بعضها أولى، أو أقدم، أو أشد من البعض الآخر كالوجود؛ فإنه في الواجب أولى وأقدم وأشد في الممكن) .
فهو لفظ كلي لكن لم يتساو في جميع أفراده فالنور مشترك بين : المشكاة ، و الشمس ، و إن كان في الشمس أقوى منه في المشكاة .
الوجود ، و الحياة مستويان بين الخالق ، و المخلوق لكنهما في الخالق أكمل .