خطأ شائع ، أئمة الإسلام منه براء
كثير من إخواني طلاب العلم يخلطون بين مذهب بعض العلماء الفقهي ، و بين مذهبه العقدي ، فيقول مثلاً الحنفية ماتريدية أو كلابية ، و المالكية والشافعية أشعرية ، و الحنابلة سلفية .
و هذا غير صحيح ، فكثير ممن ينتسب إلى المذاهب الأربعة و غيرها ينتسب إليها انتسابًا فقهيًّا لا عقديًّا ، و إلا فأئمة المذاهب الأربعة أعلام الإسلام لم ينتسبوا لما سوى السنة قط .
قال ابن أبي العز في شرح الطحاوية : (2 / 307 ) :
(( و لا يلتفت إلى من أنكر ذلك ممن ينتسب إلى مذهب أبي حنيفة، فقد انتسب إليه طوائف معتزلة وغيرهم، مخالفون له في كثير من اعتقاداته.
وقد ينتسب إلى مالك والشافعي وأحمد من يخالفهم في بعض اعتقاداتهم.
وقصة أبي يوسف في استتابتة لبشر المريسي، لما أنكر أن يكون الله عز وجل فوق العرش -: مشهورة. رواها عبد الرحمن بن أبي حاتم وغيره. ))
و قال شيخ الإسلام ابن تيمية ( 5 / 181 ) :
(( وكذلك أهل المذاهب الأربعة وغيرها لا سيما وكثير منهم قد تلبس ببعض المقالات الأصولية وخلط هذا بهذا فالحنبلي والشافعي والمالكي يخلط بمذهب مالك والشافعي وأحمد شيئًا من أصول الأشعرية والسالمية وغير ذلك ويضيفه إلى مذهب مالك والشافعي وأحمد وكذلك الحنفي يخلط بمذاهب أبي حنيفة شيئًا من أصول المعتزلة والكرامية والكلابية ويضيفه إلى مذهب أبي حنيفة . ))
وقال أبو المظفر الإسفراييني ( التبصير في الدين ص114) :
(( قد نبغ من أحداث أهل الرأي من تلبّس بشيء من مقالات القدرية والروافض مقلدًا فيها، وإذا خاف سيوف أهل السنة نسب ما هو فيه من عقائده الخبيثة إلى أبي حنيفة تسترًا به فلا يغرنك ما ادعوا من نسبتها إليه فإن أبا حنيفة بريء منهم ومما نسبوه إليه )) .